Saturday, December 27, 2014

البحث يدل على الكتابية العملية التواصل بالإختصار من الكتاب موضوعه "نهاية الإيجار في دراية الإعجاز" تأليف الإمام فخر الدين الرازي

المقدمة

        بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لسان يفقهوا قولي. أما بعد. شكرتُ إلى الله لأن هذا البحث أستطيع اكمالا جيدا. أولا، شكرا جزيلا إلى الأستاذ الدكتور محمد سوككي بن عثمان من UPM, MALAYSIA لأن علّم الدرس للمادة إعجاز القرآن (BBA 4304) عليّ وزملائي مع تفوقنا.
البحث يدل على الكتابية العملية التواصل بالإختصار من الكتاب موضوعه "نهاية الإيجار في دراية الإعجاز" تأليف الإمام فخر الدين الرازي في ٤٣٧ صفحةً. وأعدت البحث من تحليل مخطط هذا الكتاب أولا. ثم، وضّح الكاتب عن الفهرس من الكتاب التي موجود أربعة أقسام من الأفكار الرئيسية كمقدمة وجملة الأول وجملة الثانية وخاتمة. وغير ذلك، اُستخرج من الكتاب عن هدف الرازي من التأليف البلاغي وفوائدها. أعلم الكاتب أيضا النقد من الكتاب. وأخيرا، تبين البحث خمسة الموضوع الرئيسي من الكتاب. ومنها، تحدث عن في أن القرآن معجز، وأن الإعجاز في فصاحته، ودراسة الألفاظ المفردة، وفي أحكام الدلالات المعنويّة، وفي حقيقة النظم، في وجه الإعجاز في سورة الكوثر (الآية : ١).
وأرجو البحث ساعدني والقارئين تحقُّقا معلومات من كتاب نهاية الإيجار في دراية الإعجاز جيدا وممارسة أداء المعلومات على المجتمع بالتحدث والكتابة ممتازا التي يبدأ بالقراءة أولا. إننا فرحان الكلية. وأرجو الأستاذ الدكتور محمد سوككي بن عثمان سيعلّمنا أمام فَترةٌ دراسيّةٌ. شكرًا.

تحليل مخطط كتاب نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز

وعلم البلاغة واحد من تلك العلوم الشريفة الكريمة، ولد في أحضان كتب "إعجاز القرآن" وتربّي على أيدي علماء عكفوا طوال حياتهم على إحاطة كتاب الله بعقولهم وقلوبهم وعيونهم، وسطروا في ذلك أعظم الآثار وأجلها.
        وكتاب الإمام فخر الدين الرازي "نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز" أحد هذه الآثار البلاغية الجليلة. عرفه الأجداد، فأثنوا عليه وعلى صاحبه أطيب ثناء، واتخذوه مثلا يحتذى. وقرأه المعاصرون من خلال مطبوعة سقيمة رديئة، كثيرة الخطأ والخلل، فلم يشهدوا له الشهادة الطيبة، بل قذفه بعضهم بسهام حداد، وكلمات لا تسر أو ترضي.
        ومن خلال هذا المخطط نجد الرازي بدأ بعرض الغاية البعيدة من دراسة هذا العلم، وكانت في رأيه متركّزة في إثبات الفصاحة للقرآن. وفي سبيل هذه الغاية درس اللفظ المفردة من جوانبها المختلفة، ثم درسها وهي مقترنة بغيرها، ثم أعاد الكرّة فبحث الدلالة المعنوية للكلمة المفردة، وللكلام مركبا. ثم جاء إلى نظم الكلام، فدرس الصور المختلفة له، وأثر هذه الصور في تكوين الفصاحة ودقة التعبير. وانتهى كما بدأ بإثبات علمي وعقلي لفصاحة القرآن وسحره، سواء أكان في سورة قصيرة كسورة الكوثر أم في أطول منها، ورد على من رمى القرآن ببعض التهم والافتراءات.
        وعلى هذا يكون الرازي قد نهج في تأليف كتابه منهجا متماسكا، ليس فيه خلل أو اضطراب.

الفهرس من الكتاب

وها نحن أولاء نعرض مخطط الكتاب في الصورة الإجمالية :

١- مقدمة : تحدث فيها عن نقطتين :
أ‌-                 إعجاز القرآن يكمن في فصاحته.
ب‌-           شرف دراسة علم الفصاحة.
٢- الجملة الأولى : دراسة الألفاظ المفردة :
أ‌-                 مقدمة في موضوع الدلالة وفي معنى الفصاحة والبلاغة.
ب‌-           القسم الأول :
الدلالة اللفظية : ليست الفصاحة بالدلالة الوضعية وإنما بالمعنى.
• محاسن الألفاظ :
                ١) من حيث صورة كتابتها.
٢) من حيث جوهر الحروف ونوعها ومخارجها.
٣) من حيث ائتلاف حروف الكلمة
٤) من حيث كثرة حروف الكلمة أو قلتها.
٥) من حيث انسجام الكلمة مع الكلمة المجاورة لها، وصورة هذا الانسجام في الجناس – والاشتقاق – ورد العجز على الصدر – والقلب – والسجع – والتضمين – والتّرصيع.
• شروط الفصاحة في الدلالة اللفظية.

        ج-    القسم الثاني :
                • الدلالة المعنوية :
                ١) أحكام الخبر.  ٢) الحقيقة والمجاز.  ٣) التشبيه.  ٤) الاستعارة.  ٥) الكناية.

٣- الجملة الثانية : دراسة النظم.
        ١) معنى النظم ومحسناته.
        ٢) التقديم والتأخير.
        ٣) الفصل والوصل.
        ٤) الحذف والإضمار والإيجاز.
        ٥) إن وإنما والقصر.

٤- خاتمة : بحوث متفرقات.
        ١) الإعجاز القرآني في سورة الكوثر (أقصر سورة في القرآن).
        ٢) متشابه القرآن وغامضة.
        ٣) رد على من زعم في القرآن تناقضا.
        ٤) رد على من قال : إنّ في القرآن تكرارا وتطويلا.

هدف الرازي من التأليف البلاغي وفوائدها

ونريد، بهذه الدراسة، أن نعيد النظر في عمل الرازي البلاغي، بعد أن نضع جانبا جميع الأحكام الصادرة ضده أو معه، ونتخلى عن كل رأي مسبق، متعصب له، أو عليه، ونقف موقف القاضي العادل الذي يصغي باهتمام ووعي إلى أقوال المدّعي والمدّعي عليه، ثم يعود إلى وجدانه وعقله. وينطق بكلمة العدل.
إن الغاية التي دفعت الرازي إلى الخوض في ميدان البلاغة هي شرف هذا العلم وفضله على سواه من العلوم. وهو يذكر بصراخة في المقدمة غايته من التأليف فيقول : "وبعد، فإن أحق الفضائل بالتقديم، وأسبقها في استيعاب التعظيم، العلم الذي لا شرف إلا وهو السبيل إليه، ولا خير إلا وهو الدليل عليه، ولا منقبة إلا وهو ذروتها وسنامها، ولا مفخرة إلا وبه صحتها وتمامها" إلى أن يقول : "وهو علم البيان الذي لولاه لم تَرَ لسانا يحوك الوشي. ويصوغ الحلي، ويافظ الدرّ، وينفث السحر".  ثم يقول : "ثم مع ما لهذا العلم من الشرف الظاهر، والنور الزاهر، فالناس كانوا مقصرين في ضبط معاقده وفصوله، متخبطين في إتقان فروعه وأصوله.. إلى أن وفق الله الإمام مجد الإسلام عبد القاهر بن عبد الرحمن النحوي الجرجاني.. حتى استخرج أصول هذا العلم وقوانينهن ورتّب حججه وبراهينه، وبالغ في الكشف عن حقائقه، والفحص عن لطائفه ودقائقه، وصنف في ذلك كتابينن لقّب أحدهما بدلائل الإعجاز، وثانيهما بأسرار البلاغة، وجمع فيهما من القواعد الغريبة، والدقائق العجيبة، والوجوه العقلية، والشواهد النقلية، واللطائف الأدبية، والمباحث العربية ما لا يوجد في كلام قبله من المتقدمين، ولم يصل إليه غيره أحد من العلماء الراسخين".
ولكنه رحمه الله لكونه مستخرجا لأصول هذا العلم وأقسامه، وشرائطه وأحكامه، أهمل رعاية ترتيب الفصول والأبواب، وأطنب في الكلام كل الإطناب.
وقال الرازي : "ولما وفقني الله تعالى لمطالعة هذين الكتابين التقطت منهما معاقد فوائدها، ومقاصد فرائدها، وراعيت الترتيب مع التهذيب، والتحرير مع التقرير، وضبطتُ أوابد الإجمالات في كل باب بالتقسيمات اليقينية، وجمعتُ متفرقات الكلم في الضوابط العقلية، مع الإجناب عن الإطناب الممل، والاحتراز عن الاختصار المخل، وسميته (نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز)".
        إذا، لقد كان الرازي معجبا بالإمام الجرجاني، معترفا له بالسبق إلى تأسيس أصول هذا العلم، والكشف عن حقائقه، ومثنيا عليه في كتابيه : (دلائل الإعجاز) و (أسرار البلاغة)، ومفضلا لهما على جميع كتب المتقدمين.
        لكنه أخذ عليه إهماله رعاية ترتيب مباحث الكتابين، وإسهابه في الكلام، وإن كان قد أوجد\ له عذرا في هذا التقصير، هو كونه مستخرجا أصول هذا العلم، مبتدعا أقسامه وفروعه، وتعهد أن يجمع زبدة ما في الكاتبين، وينسق بحوثهما ويرتبها، ويقدمها خالية من الإطناب الممل أو الاختصار المخل.
        ذلك ما تعهد به الرازي في المقدمة.

النقد من الكتاب

الكتاب "نهاية الإيجار في دراية الإعجاز" تأليف الإمام فخر الدين الرازي مليئا بالمعلومات تتعلق بالقرآن. وكما عرفنا، هذا الكتاب يصور عن علوم البلاغة في الناحية متنوعة. وإضافة إلى ذلك، الكتاب يشارك بحثا عن حياة الرازي وآثاره، ومخطوطات هذا الكتاب ومنهج تحقيقه وتحدث أيضا عن الرازي ومؤلفه البلاغي في الميزان.
ولكن، هذا الكتاب لا بد أن ابتكار في جديد البحث وتقديمه المناسبة للقراءة على المراهقة في المدرسة الثنوية في ماليزيا. هذا لأن عُلم مادة البلاغة من هذه الطبقة ولكن أساسا فقط. ومنها، ليس الخطيئة إذا كتاب مثل هذا المعروف في أول الدراسة في المدرسة الثنوية ولا على الطلاب في الجامعة فقط الذي تناسق بين البلاغة والإعجاز.
وغير ذلك، في عصرنا الحاضر الكتُب لا بد أن أوجد الألوان في كل صفحة في الكتاب. هذا لأن الألوان يساعد الطلاب يستخدم التفكير بتدقيق وفرّق بين المعلومات بالمعلومات آخر بتسهيل. بذلك، هذا الكتاب في الطبعة المتقدمة لا بد أن أوجد الألوان المتنوعة لكي الكتاب في روعة القراءة على كل طبقة المجتمع.
مهما كان، هذا الكتاب مشهور جدا في دراسة اللغة العربية خصوصا في علوم الإعجار. الكتاب مثل هذا يستطيع أن يعطى الفرصة على الطلاب والأساتذة لدراسته ويبلغ الرسالة تتعلق بالقرآن جيدا على الناس بأسلوب الدعوة.
         
خمسة الموضوع الرئيسي من الكتاب

أولا : في أن القرآن معجز، وأن الإعجاز في فصاحته

الدليل على كون القرآن معجزا أنّ العرب تُحُدُّوا إلى معارضته، ولو يأتوا بها، ولولا عجزُهم عنها لكان محالا أن يتركوها، ويتعرضوا لشبا الأسِنَّة ويقتحموا موارد الموت. وأما وجه كونه معجزا فللناس فيه أربعة مذاهب.
قال النظام (من رؤوساء المعتزلة كان في زمن الرشيد) : إن الله تعالى ما أنزل القرآن ليكونَ حججة على النّبوّة، بل هو كسائر الكتب المنزلة لبيان الأحكام من الحلال والحرام. والعرب لم يعارضوه لأن الله تعالى صرفهم عن ذلك وسلب علومهم به.

ويدل على فساد ذلك وجوه ثلاثة :

١) أنّ عَجْزَ العرب عن المعرضة، لو كان، لأن الله تعالى أعجزهم عنها، بعد أن كانوا قادرين عليها، لما كانوا مستعظمين لفصاحة القرآن، بل يجب أن يكون تعجّبهم من تعذّر ذلك عليهم، بعد أن كان مقدورا عليه لهم. كما أنّ نبيًّا لو قال : معجزتي / أني أضع يدي على رأسي هذه السنة، ويكون ذلك متعذرا عليكم، ويكون الأمر كما زعم،  لم يكن تعجب القوم من وضعه يده على رأسه بل من تعذر ذلك عليهم. *ولما علمنا بالضرورة أنّ تعجّب العرب كان من فصاحة القرآن نفسها بطل ما قاله النّظام.

٢) هو أنه لو كان كلامهم مقاربا في الفصاحة قبل التّحدّي لفصاحة القرآن، لوجب أن يعارضوه بذلك، ولكان الفرق بين كلامهم بعد التّحدّي وكلامهم قبله كالفرق بين كلامهم بعد التّحدّي وبين القرآن. *ولما لم يكن كذلك بطل ذلك.

٣) أنّ نسيان الصيغ المعلومة في مدة يسير يدل على زوال العقل، ومعلوم أن العرب ما زالت عقولهم بعد التّحدّي. *فبطل ما قاله النظام.

        ومن الناس من جعل الإعجاز في أن أسلوبه مخالف لأسلوب الشعر والخطب والرسائل، ولا سيما في مقاطع الآيات مثل "يعملون". و"يؤمنون"، وهو أيضا باطل من خمسة أوجه :
١) لو كان الابتداء بالأسلوب معجزا لكان الابتداء بأسلوب الشعر معجزا.
٢) أنّ الابتداء بأسلوب لا يُعجِزُ الغير من الإتيان بمثله.
٣) يلزم أن الذي تعاطاه مُسَيلِمة من الحماقة في "إنّا أعطيناك الجَمَاهِر، فصل لربك وهاجِر" في أعلى مراتب الفصاحة.
٤) أنّا لَمّا فاضلنا بين قوله تعالى "ولكم في القصاص حياة" وبين قولهم "القتلُ أنفَى للقتل" لم تكن المفاضلة بسبب الوزن، والإعجاز إنما يتعلق بما به ظهرت / الفضيلة.
٥) هو أن وصف بعض العرب القرآن ب"إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة" لا يليق بالأسلوب.

ومنهم من جعل الإعجاز في أنه ليس فيه اختلاف وتناقض. وهو أيضا، لأن التّحدّي كما وقع بالقرآن كله فقد وقع بالسورة. وقد يوجد في خطبهم ما مقدار سورة الكوثر ولا يكون فيه اختلاف وتناقض.
        ومنهم من قَصَرَ وجه الإعجاز على اشتماله على الغيوب. وهو أيضا باطل، لأن التّحدّي قد وقع بكل سورة، والإخبار عن الغيوب لم يوجد في كل سورة.
      ولما بطلت هذه المذاهب، ولا بد له من أمر معقول حتى يصحَّ التّحدّي به، ويَعجِرَ الغيرُ عنه، ولم يبق وجه معقول في الإعجاز سوى الفصاحة، علمنا أنّ الوجه في كون القرآن معجزاً هو الفصاحة.

ثانيا : دراسة الألفاظ المفردة

ودراسة الألفاظ المفردة (في أقسام دلالة اللفظ على المعنى) هي : إما تكون وضعية، أو عقلية.
        فالوضعية كدلالات الألفاظ على المعاني التي هي موضوعة بإزالتها، كدلالة الحجر والجدار والسماء والأرض على مسمياتها، ولا شك في كونها وضعية، وإلا لا متع اختلاف دلالتها باختلاف الأوضاع.
        وأما العقلية فإما على ما يكون داخلا في مفهوم اللفظ كدلالة لفظ (البيت) على (السقف) الذي هو جزء مفهوم البيت – ولا شك في كونها عقلية، لامتناع وضع اللفظ بإزاء حقيقة مركبة، ولا يكون متناولا لأجزائها وإما على ما يكون خارجا عنه كدلالة لفظ / السقف على الحائط. فإنه لما امتنع انفكاك السقف على الحائط عادة كان اللفظ المفيد لحقيقة السقف مفيدا للحائط بواسطة دلالته على الأول. فتكون هذه الدلالة عقلية.
        وعبر الشيخ عما قلنا بأن قال : "ها هنا عبارة مختصرة، وهي أن تقول : المعنى ومعنى المعنى : فتعني بالمعنى : المفهوم من ظاهر اللفظ، وهو الذي يفهم منه بغير واسطة، وبمعنى المعنى : أن يفهم من اللفظ معنى، ثم يفيد ذلك المعنى معنى آخر".  

ثالثا : في أحكام الدلالات المعنويّة

        اعلم أن الألفاظ المفردة لا تُستعمل لإفادتها مدلولاتها المعنوية إلا عند التركيب. والمركبات أصنافها كثيرة، ولكن الخبر هو الذي يتصور بالصور الكثيرة، وتظهر فيها الدقائق العجيبة، والأسرار الغريبة، من علم المعاني والبيان. فلأجل ذلك آثرنا أن نشير إلى بعض أحكام الخبر، قيل الخوض في سائر الأقسام.
        مباحث هذا القسم في خمس قواعد : في أحكام الخبر وفي الحقيقة والمجاز وفي التشبيه وفي الاستعارة وفي الكناية.
        وفي أحكام الخبر مثلا (في أنه ليس الغرض الأصلي من وضع الألفاظ المفردة إفادتها لمسمياتها)، هذا العلم متوقف على العلم بتلك المسمَّيات. فلو استُفِيد العلم بتلك المسميات من تلك الأسامي لزم الدور. وقوله تعالى : "أنبئوني بأسماء هؤلاء" يقتضي أن يكون المخاطبون عالمين نتلك الأشياء حتى يصح مطالبتهم بذكر أسمائها. بل الحق أن الغرض الأصلي من وضع المفردات لمسمياتها أن يضم بعضها إلى بعض، ليحصل منها الفوائد المركبة.
        وفي التشبيه أيضا (يكون المشبه والمشبه به محسوسين)، كقوله تعالى : "والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم". وقوله تعالى : "وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام". وقوله تعالى : "كأنهم أعجاز نخل خاوية". ثم لا بد وأن يكونا مشتركين من وجه، ومختلفين من وجه، ولا يخلو إما أن يكون اشتراكهما في الذات واختلافهما في الصفات، وإما أن يكون بالعكس.
        فالأول : مثل تشبيه العدو بالطيران، لأنه ليس الاختلاف بينهما إلا بالسرعة والبطء.
        والثاني : كتشبيه الشعر بالليل والوجه بالنهار.

رابعا : في حقيقة النظم

        وفي حقيقة النظم (في أن النظم عبارة عن توخي معاني النحو فيما بين الكلم)، إنه وإن سبقت منا إشارة خفيفة إلى حقيقة النظم، إلا أنّا نريد هنا أن نستقصي في البحث عنه. قال الشيخ الإمام : العلماء أطبقوا على تعظيم شأن النظم وتفخيم قدره، وأن لا فضل مع عدمه، ولو بلغ الكلام في غرابة معناه إلى ما بلغ. فلا بد من بيان حقيقته فنقول :
        ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو، وتعمل على قوانينه وأصوله. وذلك أن تنظر في وجوه كل باب وفروقه.
فتنتظر في الخبر إلى الوجوه التي تراها، في قولك : "زيدٌ منطلِقٌ، ومنطلِقٌ زيدٌ، وزيدٌ ينطلِقُ، وينطلِقُ زيدٌ، وزيدٌ المنطلِقُ، والمنطلِقُ زيدٌ، وزيدٌ هو المنطلِقُ، وزيد هو منطلِقٌ".
        وفي الشرط والجزاء إلى الوجوه التي تراها، في قولك : إنْ تَخرُجْ أَخرجْ، وإنْ خرجتَ خرجتُ، وإنْ تَخرجْ فأنا خارجٌ، وأنا خارجٌ إنْ خَرَجْتَ، وأنا إنْ خَرجتَ خارجٌ.
        وفي الحال إلى الوجوه التي تراها، في قولك : جاءني زيدٌ مسرعًا، وجاءني يُسرعُ، وجاءني وهو يُسرعَ، أو هو مسرعٌ، وجاءني قد أَسرَعَ، وجاءني وَقد أسرَعَ.
        فتضع كلاً من ذلك في خاص معناه، نحو أن تجيء ب "ما" في نفي الحال، وب "لا" إذا أردتَ نفي الاستقبال، وب "إنْ" فيما يتردد بين أن يكون وبين ألاَّ يكون، وب "إذا" / فيما عُلم أنه كائن.
        وتنظر في الجمل، فتعرف موضع الفصل فيها من موضع الوصل، ثم تعرف فيما حقه الوصل موضع "الواو" من موضع "الفاء"، وموضع "الفاء" من موضع "ثم"، وموضع "أو" من موضع "أم"، وموضع "لكن" من موضع "بل".

خامسا : في وجه الإعجاز في سورة الكوثر (الآية : ١)

        لجار الله العلامة رحمه الله في ذلك رسالة، والمؤلف يذكر حاصل ما فيها، في هذا الموضع. قوله تعالى : "إنا أعطيناك الكوثر" فيه ثماني فوائد :
الفائدة الأولى : أنه يدل على / عطيّة كثيرة مستندة إلى معط كبير. ومتى كان كذلك كانت النعمة عظيمة. وأراد بالكوثر أولاده إلى يوم القيامة من أمته.
الفائدة الثاني : أنه بني الفعل على المبتدأ، فدل على الخصوصيّة.
الفائدة الثالث : أنه جمع ضمير المتكلم. وهو يُشعِر بعِظم الرّبوبيّة.
الفائدة الرابعة : أنه صدّر الجملة بحرف التوكيد الجاري مَجرى القَسم.
الفائدة الخامسة : أنه أورد الفعل بلفظ المضيّ دلالة على أن الكوثر لم يتناول عطاء العاجلة دون عطاء الآجلة.
الفائدة السادسة : جاء الكوثر مخذوفَ الموصوف، لأن المثبت ليس فيه ما في المخذوف من فرط الإبهام والسياع، والتأوّل على طريق الاتساع.
الفائدة السابعة : اختار الصفة المؤذنة بالكثرة، ثم جاء بها مصروفة عن صيغتهما.
الفائدة الثامنة : أتى بهذه الصيغة مصدرة باللام المعرفة، لتكون لما يوصف بها شاملة، وفي إعطاء معنى الكثرة كاملة.

الخاتمة

الحمد لله. البحث إكمالا بالنجاح. بعد بُحث الكتاب بالإختصار، عرفا أنّ القراءة والكتابة وممارستهما مهم جدا في حياتنا خصوصا في الدراسة اللغة العربية. بدونهما، لا يمكن إدراك وفهم تماما على الكتاب العربية وخصوصا في القرآن الكريم والحديث النبوي.
        وغير ذلك، الكاتب يدري أن القراءة في كتاب إعجاز القرآن مهما جدا. ذلك لأن الكتاب مثله يستطيع أن يبحث كثرة المعلومات عن القرآن الكريم. وكما عرفنا، القرآن صفته أعجز كل شيء التحدي بها. والقرآن أيضا موجود أسلوب البلاغة التي يحتاج على الدراسة بتدقيق مثل الكتاب من البحث هو "نهاية الإيجار في دراية الإعجاز".
          حقيقة ، خمسة عشر صفحة موجود من البحث. وأرجو الأستاذ الدكتور محمد سوككي بن عثمان يحب البحث مسرورا. وأخيرا، البحث مثل هذا لا بد ممارَسة من الطلاب والطالبات لكي يفهمون المعلومات بإعجاز القرآن بالممتاز والنجاح. شكرا جزيلا.

No comments:

Post a Comment