المقدمة
بسم
الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من
لسان يفقهوا قولي. أما بعد. شكرتُ إلى الله لأن هذا البحث أستطيع اكمالا جيدا.
أولا، شكرا جزيلا إلى الأستاذ المشارك الدكتور عبد الحليم بن محمد من UPM,
MALAYSIA لأن علّم الدرس للمادة النحو العربي : نشأته وتطوره
(BBA 3101) عليّ
وزملائي مع تفوقنا.
البحث يدل على الكتابية العملية التواصل
بالإختصار من سيبويه. وأعدت البحث من ترجمته أولا عن الإسم والنسب ومكان الولاة
واللقب. ثم، وضّح الكاتب عن نشأة سيبويه وطلبه للنحو عن رحلة سيبويه ولأجل طلبه
العلم النحو. وغير ذلك، اُستخرج من البحوث عن أساتذة سيبويه وتلاميذ. وفي هذا
القسم، حدث الكاتب عن روايتهم بالإختصار. وآخرا، تبين البحث عن الميول والتخصص عن
سيبويه. ومنها، تحدث عن أراء سيبويه في مجال النحو وكتابه و مادة الكتاب وشواهد
الكتاب و أثر الكتاب في نحو الكوفين.
وأرجو البحث ساعدني والقارئين تحقُّقا
معلومات من سيبويه جيّدا وممارسة أداء المعلومات على المجتمع بالتحدث والكتابة
ممتازا التي يبدأ بالقراءة أولا. إننا فرحان الكلية. وأرجو الأستاذ المشارك الدكتور
عبد الحليم بن محمد سيعلّمنا أمام فَترةٌ دراسيّةٌ. شكرًا.
ترجمة سيبويه
من
هو سيبويه؟ كما عرفنا، إسم سيبويه معروفا جدا من علماء النحاة الذي يتبرع علوم
النحوية على دراسة النحو حتى يومنا هذا.
قبل أن نعلم كثير المعلومات عن سيبويه، سننظر
إلى الإسم والنسب ومكان الولاة واللقب من سيبويه أولا.
الإسم
هو أبو بشير عمرو بن عثمان بن قنبر، وإسمه صديق.
النسب
وبعض الناس يختزل نسبه هو عمرو ابن قنبر، وأصله
من فارسي، وينتمى بالولاء إلى الحارث بن كعب بن عمرو أغن عُلة بن جَلْد بن مالك بن
أدد.
مكان الولاة
ولد
سيبويه بالبيضاء، هي أكبر مدينة كورة اصطخر بفارس (سنة ١٤٨ – ١٨٠).
اللقب
وألقى العلماء الأقدمون بإسم
"سيبويه" حقيقة من اللقب الفارسي. وذكروا أنه من "سيب" بمعنى التفاح،
و"ويه" بمعنى الرائحة. ولكن، بعض العلماء الأقدمين من أبو عبد
الله بن طاهر العسكري يزعم أن "سي" بمعنى الثلاثون، و"بوي /
بويه" بمعنى الرائحة. منها بمعنى الثلاثون رائحة يدل على ذو
الثلاثين رائحة.
وهذا الزعم سليمة من الناحية اللغوية الفارسية،
ولكن أن سيبويه نفسه تكلم على "عمرويه". وهي كلمة ممزوجة بين العربية
والفارسية أينما صدرها عربي وعجزها لاحقة فارسية. ودليلها من قال سيبويه في كتابه
:
"وأما عمرويه فإنه زعم أنه أعجمي، وأنه
ضرب من الأسماء الأعجمية وألزموا آخره شيئا لم يلزم الأعجمية، فكما تركوا صرف
الأعجمية جعلوا ذا بمنزلة الصوت، لأنهم رأوه قد جميع أمرين، فحطوه درجة عن إسماعيل
وأشباهه، وجعلوه في النكرة بمنزلة غاق منونة مكسورة في كل موضع".
ومعنى
هذا أن "ويه" لاحقة من اللواحق الأعجمية شبة باللفظ العربي
"ويه" التي هي إسم فعل.
وهذه
الأعلام من العلماء تنطق جميعا بفتح الواو وسكون الياء (وَيْه). وعقد السيوطي في
خاتمة بغية الوعاة فصلا لمن آخر اسمه " وَيْه ".
*ولكن جاء وفيات الأعيان في خاتمة وترجمة عن سيبويه
: "والعجم يقولون سيبويه بضم الباء الموحدة وسكون الواو وفتح الياء
(بُوْيَه) المثناة من تحتها، لأنهم يكرهون أن يقع في أخير الكلمة (ويه) لأنها
للندبة". ومنها زعمه أن (ويه) ليس بمعنى معجما وإنما هو في إستعمال عامّي
فقد. والمعروف بكلمة (ويه) أنها كلمة إغراء واستحثات (كما في اللسان
والقاموس).
وكذلك يستعمل في التفجيع. وقولهم : واهًا،
وواهَ (كما في اللسان ابن بري).
مهما
كان، قد عرف بهذا اللقب بعد سيبوية آخرون من النحاة، ولعلهم ظفروا بهذا
اللقب لبراعتهم في علم النحو. من لقب بسبويه؟ وأشار السيوطي إلى ثلاثة منهم (في
نهاية البغية).
كما أبو بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي
المصري، ابن الصيرفي، ويعرف أيضا بابن الجبي (سنة ٢٨٤ – ٣٥٨)، ويلقب أيضا بإسم سيبويه. قال ياقوت : "كان
عارفا بالنحو والمعاني والقراءة والغريب والإعراب والأحكام وعلوم الحديث والرواية
واعتنى بالنحو والغريب حتى لقب بسبوية لذلك".
وغير ذلك، أبو نصر محمد بن عبد العزيز بن محمد
اليتيمي الأصبهاني، ويلقب بإسم سيبويه. كان أحد وجوه العلم وعالما بعلم اللغة وعلم
النحو. وحدث عن ابن فارس (توفي سنة ٣٩٥) في القرن الرابع.
واستمر من لقب بسيبويه هو أبو الحسن علي بن عبد
الله بن إبراهيم الكوفي المغربي المالكي (٦٠٠ – ٦٦٧) من شعره الذي يحمل على طابع النحاة.
وفي القرن العاشر، العالم من العلماء النحاة هو
إبراهيم الشبستري النقشبندي، وكان يسمى "سيبويه الثاني". له تائية في
النحو سماها "نهاية البهجة"، شرحها بنفسه.
نشأة سيبويه وطلبه للنحو
رحلة
سيبويه
كانت الهجرة إلى الحواضر الإسلامية فاشية
متواصلة في ذلك الزمان. وكان أقرب المهاجر إلى أهل فارس مدن العراق الثلاث يعني
البصرة والكوفة والبغداد.
ومن البيضاء، هاجر سيبويه وأهله إلى البصرة، فتنشأ
بها. واختيار أسرته في البصرة لأن يحلون بها لكي يحيا فتاهم في أرجائها. وفي وقت
النفس، سيطلب العلم وسيبنى لنفسه مجدا خالدا.
لأجل طلب العلم النحو
ابتداء
سيبويه يطلب العلم في البصرة. وكان أول ما يدرس من العلماء هما علم الفقه والحديث.
فأعجبه ذلك وتُلقى صحب الفقهاء وأهل الحديث. فكان سيبويه يستملي الحديث على حماد
بن سلمة، وقال القفطي : "وكان شديد الأخذ".
فبينما سيبويه يستملي قول النبي صلى الله عليه
وسلم : "ليس من أصحابي إلا من لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء".
فقال سيبويه : "ليس أبو الدرداء"، ومنها ظنّه بإسم
"ليس". فقال حماد : "لحنتَ يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبتَ، وإنما
"ليس" ها هنا استثناء!" فقال سيبويه : "لا جرم، سأطلب
علما لا يلحّنني فيه".
وغير ذلك، أنه جاء سيبويه مع قوم يكتبون شيئا
من الحديث إلى حماد بن سلمة، وقال حماد : "فكان فيما أمليت ذكر الصفا،
فقلت : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا. وكان سيبويه الذي يستمل، فقال :
صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفاء. فقلت : يا فارسيٌّ لا تقلْ الصفاء، لأن
الصفا مقصور". لما فرغ من مجلسه، كسر سيبويه القلم وقال : "لا
أكتب شيئا حتى أحكم العربية".
أساتذة سيبويه
كان
سيبويه يرتاد إلى كبار الشيوخ والأئمة المشهور ليستكمل علمه منهم خصوصا بعلم
النحو.
وبينهم هو حماد بن سلمة بن دينار البصري، أول
من أخذ عنه العلم. كان حماد هو مولي من تميم، وقيل لغة القريش، وروي عن كثير من
التابعين. وكان حماد هو مفتي في البصرة، ومن العباد المجابي الدعوة، ولم يكن في
البصرة قرين له في الفضل والدين والنسك، والقمع لأهل البدع. وكان سيبويه عالما
بعلم النحو. وذكره الزبيدي في الطبقة الخامسة من النحاة مع الخليل بن أحمد ويونس
بن حبيب. وهو أستاذ على يونس، وقال يونس : "أول من تعلمتُ منه النحو حماد
بن سلمة".
وغير ذلك هو عبد الحميد بن عبد المجيد، أبو
الخطاب، وهو مولي بني قيس بن ثعلبة. وهو أيضا أستاذ على يونس بن حبيب، كان ديِّنا
ورعا ثقة. وكان عبد الحميد من أئمة اللغة وعلم النحو. وله ألفاظ لغوية انفرد منها
وينقلها عن العرب. وكان أيضا لقي الأعراب وأخذ عنهم وعن أبي عمرو بن العلاء
وطبيقته. وأخذ سبويه عنه اللغة وشيئا من علم النحو.
واستمر هو يعقوب بي إسحاق بن زيد بن عبد الله
بن أبي إسحاق الحضرمي البصري القارئ. وحقيقة، أعلم الناس في زمانه بنشاط القراءات
والعربية، وله أيضا من قراءة مشهورة يعني هي إحدى القراءات العشر. وبلغ من جاهه في
البصرة، أنه كان يبحس ويطلق.
والشيوخ آخَر هم عيسى بن عمر الثقفي البصري،
أبو سليمان، مولي خالد ابن الوليد، نزل في ثقيف فنسب إليهم. حقيقة، أخذ عن عبد
الله بن أبي إسحاق مولي آل الخضرمي قيل إنه أول من بعج النحو ومد القياس وشرح
العلل. وكان أيضا ابن أبي إسحاق هذا وعيسى بن عمر يطعنان على العرب، وكان لهما
فضلهما الذي لا ينكر في العناية والحفاظ لغة القرآن ونحو القرآن.
وكذلك أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب الضبي هو
الشيخ سيبويه. وهو مولي بني ضبة، وكان من أهل جبُّل، تعني هي بلدة بين النعمانية
وواسط. وأخذ عن أبي عمرو بن العلاء وعن حماد بن سلمة كما سلف القول. وهو سمع من
العرب أيضا. وممن تلميذ له أيضا الكسائي والفراء وأبو عبيدة.
والخليل بن أحمد الفراهيدي البصري أيضا هو
الشيخ الأكبر على سيبويه. ويذكرون أن أباه أول من سمي بأحمد بعد النبي صلى الله
عليه وسلم. قال السيرافي : كان الغاية في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس فيه.
هنا، ليس الخليل بحاجة إلى أن أسهب في ترجمته. وهو الأستاذ الأكبر لسيبويه، وعامة
الحكاية في كتابه عنه. وكما قال سيبويه : (وسألته) أو (قال) من غير
أن يذكر القائل، فهو الخليل، كما نص السيرافي. والخليل من تلاميذ أبي عمرو بن
العلاء في حقيقته.
وآخَر
منهم هو أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري. وكان ثقة مأمونا في رواية الحديث. وكذلك
أيضا في اللغة. وكان أبوه أوس بن ثابت من رجال الحديث. وجده ثابت بن بشير أيضا كان
أحد الثلاثة الذين جمعوا القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن
شيوخه أيضا هو هارون بن موسى. وذكر الخطيب في تاريخ بغداد ، إسمه هارون بن موسى
النحو. وكان من أهل البصرةن وسمع طاوسا، وثابتا البنابي، وحميدا الطويل وغيرهم.
وكان يهوديا ثم هو طلب القراءة فصار رأسا فيها، كما حفظ. وهو أول من تتبع وجوه
القرآن وألفها، وتتبع الشاذ منها وبحث على إسناده.
ومنهم أيضا هو أبو عمرو بن العلاء، قارئ أهل
البصرة. وهو أخذ النحو عن نصر بن عاصم تلميذ أبي الأسود الدؤلي. وهو أيضا الشيخ
على الخليل إبن أحمد ويونس بن حبيب.
وقبل
آخِر، من الشيخ لسيبوية هو عبد الله بن زيد أبي إسحاق بن الحارث. وهو مولي آل
الحضرمي يروي له سيبويه عن طريق يونس بن حبيب أيضا. وعبد الله يقال إنه أول من علل
النحو، وتناظر هو وأبو عمرو بن العلاء.
وآخِر
الرؤاسي. سمي بذلك لأنه كان عظيم الرأس. إسمه محمد بن الحسن بن أبي سارة. وأخذ عن
عيسى بن عمر، وهو أول من وضع من الكوفين كتابا في النحو، وكان أستاذا للكسائي والفراء.
تلاميذ سيبويه
وأما
أولا، موجود ثلاثة من تلاميذه هم أبو الحسن الأخفش، وسعيد بن مسعدة، ومولي بني
مجاشع بن دارم أخذ عن شيوخ سيبويه (ولكنه لم يأخذ عن الخليل حقيقته). ثم أخذ عن
سيبويه مع أنه كان أسنَّ منه. وكان كما ذكروا الطريق إلى كتاب سيبويه. وقد قرأ
مسائل من الكتاب على سيبويه قال : "وكنت أسأل سيبويه عما أشكل علي منه فإن
تصعّب على الشيء منه قرأته عليه". فهو بذلك يعدّ في تلاميذ سيبويه.
ولكن
مع ذلك يروي الزبيدي، أن الأخفش كان يقول : "كان سيبويه إذا وضع شيئا من
كتابه عرضه عليّ وهو يرى أنى أعلم منه –وكان أعلمَ مني- وأنا اليوم أعلم منه".
وثانيا
هو قطرب، هو أبو محمد بن المستنير البصري. وكان هو ملازما لسيبويه. وكان يدلج إليه
فإذا خرج رآه على بابه. فقال : ما أنت إلا قطرب ليل!". *والقطرب هو دويبة لا
تستريح نهارها سعيا. وأخذ قطرب أيضا عن عيسى بن عمر النحو، كما أخذ عن النظام
مذهبه الاعتزالي.
وثالثا
هو الناشي، وجدته في مراتب النحويين. وقال أبو الطيب : "وكان ممن أخذ عن
سيبويه والأخفش، رجل يعرف بالناشي، ووضع كتبا في النحو قبل أن يستتمها وتؤخذ عنه،
فأخبرنا محمد بن يحيى قال : سمعت محمد بن يزيد يقول : لو خرج علم الناشي إلى الناس
لما تقدمه أحد".
الميول والتخصص
أراء سيبويه في مجال النحو
واجه
الكسائي وناظره في المسألة المعروفة، وهي المسألة الزنبورية. فقال سيبويه : "كنت
أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور، فإذا هو هي، أو فإذا هو إياها".
وأجاد
الأستاذ على النجدى في عرض هذه المناظرات وملابساتها بما لم يدع مقالا لقائل.
وأن
سيبويه في الحزن وأخفق على هذه المناظرة إخفاقا لأن مبلغ الظن أن الكوفين افتعلوه.
إذ لم يكن إخفاقا علميا ولكن هو إخفاق مظاهرة علمية ليس لها وجه من الحق أو لها وجه
من الحق كوفيين يخالف من وجه الحق البصريين.
مهما
كان من شيء، يحيى البرمكي حفظ لسيبويه مقامه آخرا. فأجازه بعد تلك المناظرة بعشرة
آلاف درهم، من تلقاء نفسه أو بإيعاز من الكسائي كما تذكر من كتب التراجم.
كتاب سيبويه
المعروف،
أن كتاب سيبويه من القديم ألى عصرنا الحاضر تسميته بإسم الكتاب أو كتاب سيبويه.
زمن التاريخ، أن سيبويه لم يسمِّيه بإسم معين على حين كان العلماء في زمنه ومن
قبله الذين يضعون لكتابهم بأسماء الجامع، والإكمال لعيسى بن عمر، والعين المنسوي
على الخليل.
وقال
السيرافي : "وكان كتاب سيبويه لشهرته وفضله علما عند النحويين، فكان يقال
بالبصرة : قرأ فلان الكتاب، فيعلم أنه كتاب سيبويه، وقرأ نصف الكتاب، ولا يشك أنه
كتاب سيبويه".
ولقد
سماه الناس في القديم بإسم "قرآن النحو". ومن طريف ما يروى أن أحد نحاة
الأندلس، وهو عبد الله بن محمد عيسى : "كان يختم كتاب سيبويه في كل خمسة
عشر يوما" كأنما يتلوه تلاوة القرآن.
وبلغ
من إعجاب أبي عمر الجرمي أنه كان يقول : "أنا مذ ثلاثون سنة أفتى الناس في
الفقه من كتاب سيبويه".
مادة الكتاب
أن
سيبويه قد انتفع بعلم الخليل انتفاعا ظاهرا. كما انتفع بعلم شيوخه الذين سبق
الكلام عليهم. ولا ريب كذلك أنه أفاد ممن سبقه من أئمة النحو الذين ألفوا فيه أو
أثرت عنهم رواية فيه. ولا نعجب إذن حين نجد هذا النص الذي أورده ابن النديم في
الفهرست : "قرأت بخط أبي العباس ثعلب : أجمع على صنعة كتاب سيبويه اثنان
وأربعون إنسانا منهم سيبويهن والأصول والمسائل للخليل".
هذا النص يدل على أن سيبويه انتفع بجحود
النحويين قبله الذين بلغ تعدادهم هذا القدر. وهذا النص الذي قد يشعر بتنقص سيبويه
إنما يعبر عن حقيقة علمية حتمية. وهي أيضا يدل على أن كتاب سيبويه إنما هو لقاح
جهود النحاة الذين سبقوه، إذ لا يعقل أن يبتدع سيبويه هذا العلم المتكامل دون أن
يفيد من تلك الجهود الأصلية التي رسمت كثيرا من أصول النحو ومسائله ومقاييسه
وعلله.
كما قال السيرافي : "وعامة الحكاية في
كتاب سيبويه عن الخليل، وكلما قال سيبويه (وسألته) أو (قال) من غير أن يذكر
القائل، فهو الخليل".
شواهد الكتاب
وأما
كثيرا من الشواهد المنسوبة في الكتاب، إنما هي من نسبة أبي عمر الجرمي، والنادر
منها ما يستطيع الباحث أن يعرف أنه من صلب الكتاب. فالجمهور الأعظم من نسبة
الشواهد إنما هو للجرمي.
ويقول
الجرمي : "نظرت في كتاب سيبويه فإذا فيه ألف وخمسون بيتا. فأما الألف فقد
عرفت أسماء قائليها فأثبتّها، وأما الخمسون فلم أعرخف أسماء قائليها".
وغير
ذلك، معرفة الجرمي لأسماء القائلين لا تتعارض مع وجود بعض النسب الأصلية في
الكتاب، وأنها مما روى سيبويه عن شيوخه.
وأنظر
على يقول البغدادي في الشواهد المجهولة القائل إذا أوردها عالم ثقة كسيبويه : "ويؤخذ
من هذا أن الشاهد المجهول قائلة وتتمته، إن صدر من ثقة يعتمد عليه قبل، وإلا فلا.
ولهذا كانت أبيات سيبويه أصح الشواهد، الذي اعتمد عليها خلف بعد سلف بعد سلف، مع
أن فيها أبياتا عديدة جهل قائلوها، وما عيب بها ناقلوها".
أثر الكتاب في نحو الكوفين
وحقيقة،
سبق القول أن الكسائي قرأ كتاب سيبويه على الأخفش سرا. ومن البدهي أنه قرأه عليه
بعد وفاة سيبويه (١٨٠).
وأن
الفراء الذي روي أنه مات وتحت وسادته كتاب سيبويه فإنه كان يتعمد مع ذلك خلاف مذهب
سيبويه حتى ألقاب الإعراب وتسمية الحروف.
والخلاصة
منها، لا ريب أن كلا الرجلين قد أفاد من الكتاب، إن لم يكن ذلك للانتفاع به كان من
أجل أن ينقضه عليه. وفي هذا ما فيه من نشاط علمي حول المسائل النحوية.
الخاتمة
الحمد لله. البحث إكمالا بالنجاح. بعد
بُحث الكتاب بالإختصار، عرفا أنّ القراءة والكتابة وممارستهما مهم جدا في حياتنا
خصوصا في الدراسة اللغة العربية. بدونهما، لا يمكن إدراك وفهم تماما على الكتاب
العربية وخصوصا في القرآن الكريم والحديث النبوي.
وغير ذلك، الكاتب يدري
أن القراءة في كتاب عن سيبويه مهما جدا. ذلك لأن الكتاب مثله يستطيع أن يبحث كثرة
المعلومات عن سيبويه. وكما عرفنا، سيبويه هو علماء النحاة المشهور. وهو أيضا موجود
كثرة المعلومات المنفعة التي يحتاج على الدراسة بتدقيق من التلاميذ.
حقيقة ، أربعة
عشر صفحة موجود من البحث. وأرجو الأستاذ المشارك الدكتور عبد الحليم بن محمد
يحب البحث مسرورا. وأخيرا، البحث مثل هذا لا بد ممارَسة من الطلاب والطالبات لكي
يفهمون المعلومات بسيبويه الممتاز والنجاح. شكرا جزيلا.
المراجع
١ - عبد السلام محمد هارون. كتاب سيبويه.
دار الجيل، ببيروت.
٢ - الأستاذ الدكتور يحيى عطية عبابنة. ٢٠٠٦. تطور المصطلح النحوي البصري من سيبويه حتى
الزمخشري. جدار للكتاب العالمي.
٣ - الدكتور السيد يعقوب بكر. ١٩٨٤. نصوص في النحو العربي من القرن الثاني
إلى الرابع. دار النهضة العربية.
٤ - حامد المؤمن. ١٩٨٥. اللمع في العربية. مكتبة النهضة
العربية.
٥ -
الأستاذ المشارك الدكتور عبد الحليم بن محمد. ٢٠١٤. النحو العربي : نشأته وتطوره.
الجامعة بترا ماليسيا.